Friday, September 25, 2009

حوار بين طفل ساذح وقط مثقف 2




بدأ يموء معبرا عن جوعه.

شرب ما وضعناه له من اللبن. وبدأ رحلة استكشافه للبيت.
كان يرفع رأسه ويتشمم الأثاث، وينفذ من تحت الأقدام ويسير، يقطع الحجرة، بالعرض ثم يعود إلي قطعها بالطول.. خيل إليَّ أنه يقيس مساحة مملكته الجديدة.. غير أنه اختفي بعد ساعة أو ساعتين من حلول الليل.
عبثا بحثنا عنه تحت الأسرة والكراسي والمناضد.
ناديناه فلم يستجب.. وحين أرهقنا أنفسنا في البحث عنه تأكدنا أنه تسلل من الباب. وانتقل البحث عنه إلي السلم.. فدكان البقالة الذي ولد فيه.. وحين سقط الليل تماما كان القط قد تبخر مثل سحابة صيف أذابتها الشمس، وأيقنت بيني وبين نفسي أنني لن أراه مرة أخري.
صعدت إلي فراشي وسحبت عليَّ الغطاء وحاولت النوم.
فكرت في القط الذي اختفي.
قلت لنفسي إن أمي أفزعته، وإن الحمام أرهقه، ولعل بيتنا لم يعجبه، أو لعلنا لم نكرمه بما فيه الكفاية، وتنازعتني الظنون حتي ثَقُل رأسي وانزلقت مع الغفو.
بعد دقائق أحسست أن شيئا يتنفس في وجهي.
فتحت عيني فوجدت القط نائما علي صدري، وهو يقرأ: أرر أرر أرر.
كتمت فرحتي بالعثور عليه وهمست:
ــ أين كنت أيها الشقي؟
قال وهو يقرأ: صبرا حتي أنتهي من القراءة.
سألت: ماذا تقرأ؟
ولكنه لم يجب.
طالت قراءته وطال انتظاري له.. وكرهت أن أقاطعه مرة ثانية.. وغلبني النوم قبل أن أعرف منه أين كان.. أو ماذا كان يقرأ؟
ولست أعرف هل أفشي لي أسراره وأنا نائم، أو ظل علي صمته.
استيقظت في الصباح لأجده ينام علي رقبتي.. وقد دفن رأسه تحت ذقني.. ومد يديه علي الجزء الباقي من رقبتي.
أنشأت أعابثه فأمسكت شواربه فاستيقظ غاضبا وبخ في وجهي.
قالت دهشة عيني: لماذا تبخ في وجهي.. ألسنا أصدقاء؟!
قالت تكشيرته: لقد أغضبتني فلا تدعي البراءة.
تساءلت حيرتي الطفلة: لماذا؟ لقد كنت ألعب!
قالت تكشـيرته بحسـم: هل تستطـيع أن تمسـك نمـرا من شـواربه
بحجة اللعب؟
ـــ طبعا لا.
ــ لماذا تتصور أنني أقل من النمر.. إنني من عائلة النمور.. إن أخي الأكبر هو النمر.
ــ لكنك أصغر.
ــ هل تتصور أن احترام النملة لنفسها أقل من احترام الفيل لنفسه؟ هل تسمح لمن يكبرك في الحجم أن يضربك لأنك أصغر؟
أقنعني الشقي الصغير بلمحة واحدة من غضب عينيه.
قلت وأنا أهرش تحت ذقنه: متأسف.. ولن أعود إليها.
قال: هذا أفضل.. الاحترام بين الأصحاب أفضل.
قفز من الفراش إلي الأرض وتمطي وتثاءب وشد جسمه ثم قفز قفزة عالية في الهواء وانطلق يجري.. أدهشتني تصرفاته قليلا. لعله يستعرض رشاقته أمامي..قفزت من الفراش وراءه وبدأنا نلعب.. كنا مُتقاربين في السن.. لم يزل هو طفلا ولم أزل طفلا

نييييييييييييييييييييييييو.

2 comments:

MahmoudElbadry said...

ما شاء الله
الكتاب ده جامد
الكاتب اسلوبة رائع جدا

بس المشكلة اني مش لاقي الكتاب كله
:((

تعليقي علي الموضوع ده
القطة لما تنام جنبك
مفيش احسن من القطة لما تنام علي صدرك او جنب رقابتك
بس كدة

sarah said...

قطتنا اللى قبل كده كانت بتنام دايما على رجلى لما كنت بنام بس كنت بمشيها واضايقها وهى تصر على انها تنام على رجلى بس بعد كده ندمت على اللى كنت بعمله فيها وهى وحشتنى وكل القطط اللى رميناها