Sunday, September 27, 2009

حوار بين طفل ساذح وقط مثقف 3



أي فرحة كانت تتمدد في صدري؟!
أخيرا صار عندي شيء أملكه.
صـارت عنـدي أمـلاك تبـدأ برأس القـط وتنتـهي بآخـر خصـلة
من شعر ذيله.
هرعـت إلي الجيـران.. واستـدعيت أصـدقائي..وكنت أريهـم القـط
قائلا بفرح:
ــ القط بتاعي.
وتضاربت فيه الآراء.. فمن قائل إنه لطيف، ومن قائل إنه ذكي.. وراحت كلمات الثناء تنهال عليه.. فكنت أستقبلها بالنيابة عنه معتبرًا أنه ملكي.
كان القط يحرك أذنه في اتجاه الحوار.
ورغم ذلك، فقد ظل وجهه علي تعبيره فلم يفصح عن حقيقة مشاعره.
وباستثناء حركة أذنيه.. ظل القط لا مباليا بالحوار.
قلت له ببراءة بعد أن انتهي حفل المجاملات:
ــ أسعدك الثناء عليك؟
لم يرد.
عدت أقول له: ألست سعيدا لأنني أملكك؟
قال القط: ما أشد غرورك.. هل تتصور أنك تملكني؟
قلت له: إنني أحبك.
عاد يقول: هل تتصور أنك تملك من تحبه؟
قلت له: نعم.
قال: خطـأ.. أنت مغـرور ومخـطئ.. لست ممـلوكا لك. إنمـا أنـا
وأنت مماليك لمالك الملك.. ليس لأحد علي نفسه سوي حرية الإرادة وحرية التصرف.
قلت له: كنت أتصور أنني غني لأنني أملكك.
قال القط: لست مسئولا عن تصوراتك الخاطئة. أنت تتصور أنك تملكني.. وهذا يعني أنك ستعاملني كشيء.. وأنت في نفس الوقت تزعم أنك تحبني.
كيف تحب مخلوقا متميز الكيان مستقل الإرادة وتعامله كشيء؟
ألا تحس ببعض التناقض؟.. إن أسرع الطرق لقتل الحب أن تتصور أنك تملك من تحب.. ثم لاحظ شيئا آخر: إنك لم تستأنسني بعد.. كيف تحبني قبل أن تستأنسني؟
قلت: ما معني أستأنسك؟
قال: معناها أن تجلس في كرسيك، وأجلس أنا في الشمس.. ثم تنظر إليَّ، وأنظر إليك.. نتبادل النظر في صمت.. ستنطبع صورتك في عدسة عيني، وسيحدث لك نفس ما يحدث لي.. بعد ذلك سنتبادل كلمات قليلة.
قلت: بعد ذلك أحملك بين ذراعي وأقبلك.. أمطر وجهك بالقبلات.
قال حانقا: ليس في كل وقت.. لا تحب القطط هذا الإفراط في إظهار المشاعر.. لست كلبا لأرقص لك عندما أراك.. لا تحب القطط هذا الغلو في إظهار المشاعر.. أنت تقبلني حتي أحس أنني أكاد أفطس.. هذا ظلم.
قلت: ولكنني أحبك.
قال: لا تزعم أنك تحبني قبل أن تستأنسني.
قلت: حدثني كيف أستأنسك؟
قال: أنت الآن بالنسبة لي مخلوق عادي كبقية الناس.. وبالنسبة لك أنا مجرد قط عادي كبقية القطط.. إذا استأنستني ستصبح بالنسبة لي المخلوق الوحيد من نوعه في العالم.
قلت: وستكون بالنسبة لي القط الوحيد من نوعه في العالم؟
قال: نعم.
قلت: ما هي أهمية ذلك؟
قال: يقول البشر «لا مفاوضة إلا بعد الجلاء» وتقول القطط «لا حب إلا بعد استئناس».
قلت: نريد أن نلعب الآن.. تعب رأسي من الكلام.
قال: كنا نلعب منذ دقائق.
قلت: هل سئمت من اللعب؟
قال: لكل شيء تقـاليد.. أجلس الآن في الشمـس وليسـت بي رغبة إلي اللعب.
قلت: أراك تنشط في الليل أكثر من النهار!
قال: النهار للنوم والليل لليقظة.
قلت: كيف؟
قال: عيني تري في الليل أضعاف ما تراه بالنهار، وما أريد أن أراه حقيقة لا أنظر إليه بعيني.
قلت: لا أفهمك.
قال: استأنسني أولاً وسوف تفهمني فيما بعد.


--------------------

نييييييييييييييييييييييييييو

2 comments:

MahmoudElbadry said...

.. إن أسرع الطرق لقتل الحب أن تتصور أنك تملك من تحب..

كفاية كدة


من احلي الي فريته لحد دلوقتي
:):)

sarah said...

بس يا ترى الحوار ده له اجزاء تانية كتير؟وهيخلص على ايه؟